لم يجد الدكتور منجل ما يجيب به، فبادر الرضا يقول: لقد ذكرت في دعواك أن
الإسلام ونبي الإسلام يمتلئ قسوة على المبتلين والمرضى والمتألمين.. وهذا يستدعي
أن تأتي من نصوص الإسلام المقدسة ما يبرهن على ذلك.
قال الدكتور منجل: ألا يكفي لإثبات ذلك ما ورد في هذه النصوص التي تزعم
لها القداسة من تمجيد المرض؟
ألم تقرأ ما ورد في الحديث عن نبيكم قوله:(يود أهل العافية يوم القيامة
حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض)[2].. وقوله في حديث آخر:(إن الله قال: إذا
ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة، يريد عينيه)[3].. وغيرها من النصوص؟
ألا ترى أن هذه النصوص تمجد البلاء والمرض.. وكأنها تدعو الناس لأن
يمارسوا من الأسباب ما يوقعهم في المرض؟
ألا ترى أن ذلك هو قمة القسوة والظلم والتضليل؟
ابتسم الرضا، وقال: لا بأس.. لقد عرفت سر ما وقعت فيه من الشبهة.. فاترك
لي الفرصة لأعرفك بحقيقة المقاصد التي دلت عليها هذه النصوص، فمن الخطأ أن نقطع
النصوص عن مواردها التي قيلت فيها.
قال الدكتور منجل: تكلم.. فكلي آذان صاغية.
[1] ذكرنا في رسالة (معجزات علمية) بعض
ما يذكر في هذا الباب من دعاوى، وقد رددنا عليها هناك، ولا نحتاج هنا إلى إعادة
طرحها، بل نكتفي ببيان رحمة الإسلام العامة في هذا الباب بغض النظر عن التفاصيل.