عاين
الإصابة ووجد أن في حيطان البيت نقرا لونها ضارب إلى الخضرة أو إلى الحمرة، وبدا
منظرها غائرا في الحيطان، يغادر الكاهن البيت ويغلق بابه سبعة أيام. فإذا رجع في
اليوم السابع وفحصه، ووجد أن الإصابة قد امتدت في حيطان البيت، يأمر الكاهن بقلع
الحجارة المصابة وطرحها خارج المدينة في مكان نجس، وتكشط حيطان البيت الداخلية،
ويطرحون التراب المكشوط خارج المدينة في مكان نجس )
التفت
إلى الجمع، وقال: تصوروا لو أن الكنيسة أصدرت مثل هذا القرار.. وأن هذا الحكم طولب
بتطبيقه في مدننا التي تصاب بالبرص.. ما الذي سيحصل؟
إن هذا
كلام يقرؤه مئات الملايين من المسيحيين في العالم، ويترجمونه إلى لغاتهم
المختلفة!؟
تصوروا
لو أن هذا الكلام يقرؤه الأطباء والصيادلة والعلماء على اعتباره كلاما لله.. فأي
فائدة سيجنونها من المعرفة بالله، وهم يرونه يحدثهم عن أمور يضحك منها أبسط شخص
منهم!؟
ألا ترون
أن في هذا الكلام استغلالا خطيرا لا يختلف عن استغلال الكهان والعرافين والسحرة..
إن هذا الأبرص المسكين مكلف بكل التكاليف الثقيلة.. بالعصافير الحية.. وبالكبشين
الصحيحين.. وبالنعجة الحولية.. وبالزيت.. وبالعجين..
قلت:
ولكن كل هذا منسوخ في المسيحية.. ألم تسمع بما فعل بولس؟
قال: أجل..
لقد نسخ الشريعة.. ولكنه خالف المسيح بذلك.. لأن المسيح قال:( لا تظنوا أني جئت
لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لانقض بل لأكمل)(متى 17:5).. ومع ذلك، فإني إبان
مسيحيتي كنت أميل إلى بولس مني إلى المسيح.. أتدري لم؟
قلت: لم؟
قال: لأن
بولس ـ على الأقل ـ كان واقعيا.. لقد رأى أن الشريعة التي يختزنها الكتاب