تهلكة[1].. ولهذا ذكر صفتين كلاهما شرط
في كل مسؤول.. إنهما الحفظ.. والعلم..
فكل مسؤول لا يستحق المسؤولية إلا إذا توفر فيه هذان
الركنان: أمانة وخلق وحفظ.. وفي نفس الوقت علم وخبرة وقدرة.
النصح:
قلنا: حدثتنا عن الأولى.. فحدثنا عن الثانية.
قال: النصح للرعية وعدم غشها.
قلنا: هل تقصد أن يجتمع معها لينصحها؟
قال: النصح الذي تدل عليه النصوص المقدسة أعم من أن يكون
خاصا بالكلام.. إنه يشمل الحياة جميعا.. ولهذا عرف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الدين جميعا بكونه نصيحة.. ففي الحديث:(
الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة)، قالوا : لمن يا رسول الله؟ قال :
(لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، والمؤمنين، وعامتهم)[2]
وقد كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يبايع أصحابه على هذا.. حدث جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح
لكل مسلمٍ[3].
وكان a
يشدد عليهم في شأنها.. ومما قال في ذلك : ( من جاء يوم القيامة بخمس لم يصد وجهه
عن الجنة: النصح لله ولدينه ولكتابه ولرسوله ولجماعة المسلمين)[4]
[1] ويشير إلى هذا قوله تعالى
:﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا
حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ
الْمُحْسِنِينَ (56)﴾ (يوسف).. فالرحمة التي يصيب الله بها من يشاء ـ هنا ـ
لا تتعلق بيوسف u وحده.. بل هي تتعلق قبل
ذلك وبعده بتلك الرعية المسكينة المهددة بالمجاعة.
[2] رواه أحمد ومسلم وأبو
داود والنسائي وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان والبغوي.