وقال : ( إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا ولا مشركا، أما المؤمن
فيحجزه إيمانه، وأما المشرك فيقمعه كفره، ولكن أتخوف عليهم منافقا عالم اللسان
يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون)[2]
قلنا: ألا ترى أن هذه النصوص تكاد تنسخ ما سبق أن ذكرت من
النصوص؟
قال: لا.. هي لا تنسخ.. هي تكمل.. إنها تقول لنا: أحسنوا..
ولكن لا تكتفوا بالإحسان.. بل انشروا الإحسان.. لأنكم إن اقتصرتم على الإحسان
وحده، فقد أسأتم.
العلماء
قلنا: لقد ذكرت لنا أن العدل مسؤولية الجميع، فما مسؤولية
العلماء الذين اعتبرتهم رأس الأمة المدبر؟
قال: للعلماء أربع مسؤوليات:
أما الأولى.. فالتعليم.
وأما الثانية.. فالاجتهاد في البحث عن وجوه تحقيق العدل..
وأما الثالثة.. فالسعي لتحقيقه بما أوتوا من سلطات على الأمة
وعلى حكام الأمة.
وأما الرابعة.. فالتضحية في سبيل تحقيق هذه المسؤوليات
بالجاه والمال والمناصب.. فلا يمكن لعالم ممتلئ بالطمع أن يوظف علمه في مصلحة
الأمة.