ولتأكيد حسن استعمال الطرق وتأمينها نهى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم صحابته عن الجلوس فيها، فقال: (إياكم
والجلوس في الطرقات)، قالوا: يا رسول الله، ما لنا بد في مجالسنا، قال: (فإن كان
ذلك، فأعطوا الطريق حقها)، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟قال: (غض البصر وكف
الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)[1]، فالطرق يجب أن تفسح لما هيئ
لها من السفر والتنقل والمرور، وأي استعمال لغير هدفها محظور لا سيما إذا أدي إلى
الاعتداء على الآمنين.
ولأهمية التنقل في حياة المسلم وأنه مظنة للطوارئ، فقد جعل
الله تعالى ابن السبيل- وهو المسافر- أحد مصارف الزكاة إذا ألم به ما يدعوه إلى
الأخذ من مال الزكاة، ولو كان غنياً في موطنه.
ومن ذلك ما جاء في الشريعة من ضمانات لحرية المأوى والمسكن..
فمتى قدر الإنسان على اقتناء مسكنه، فله حرية ذلك، كما أن العاجز عن ذلك ينبغي على
الدولة أن تدبر له السكن المناسب، حتى تضمن له أدنى مستوى لمعيشته.. ففي الحديث أن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: (من كان معه فضل ظهر فليعد
به على من لا ظهر له، ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له)[2]
فإذا ما ملك الإنسان مسكنا، فلا يجوز لأحد أن يقتحم مأواه،
أو يدخل منزله إلا بإذنه، حتى لو كان الداخل حاكماً أعلى ما لم تدع إليه ضرورة
قصوى أو مصلحة بالغة، لأن الله تعالى