لقد تحرر عمار من كل القيود.. قيود القبيلة.. وقيود الأهواء..
وقيود الأنا.. وقيود المتجبرين المستبدين الطغاة.. فلذلك صار عندي مثالا للانعتاق
الكامل.. بل مثالا للحرية التي لم أكن أرى في الحياة شيئا يعدلها.. ولذلك رحت
أتشرف بأن أتسمى باسمه، ثم أسلك في حياتي سلوكه.. وها أنتم ترون ما حصل له يحصل لي..
وأنا فخور بذلك فرح به.. ولعل الله يشرفني هذه الليلة.. فألتقي به.. وألتقي بجميع
الأحبة الذين امتلأ قلبي عشقا لهم.
قال رجل منا: من العجب أن تخبرنا بهذا.. ونحن لا نعلم دينا
كبت الحريات وقيدها كما فعل الإسلام.. أليس هو الدين الذي يدعو إلى العبودية.. ثم
يضع الإنسان في قالب صلب ممتلئ بالأغلال والقيود.. فلا يتحرك حركة إلا ويجد من أحكام
الشريعة ما يحد حركاته ويضبطها ويقيدها..
ابتسم عمار، وقال: قبل تيهي في المذاهب والأفكار بحثا عن
الانعتاق والتحرر كان هذا هو تصوري للحرية..
كنت أتصور أني أتحرر عندما أفعل كل ما تشتهيه نفسي.. وقد
أوقعني ذلك في قيود كثيرة.. لم ينقذني منها إلا الإسلام.
لقد صدق في قوله a :( تعس
عبد الدينار تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش)[2]
لقد أصبحت عبدا أسيرا للدنيا.. فالدينار والدرهم والمال والدنيا هي كل شيء
عندي..
[1] من المراجع التي رجعنا إليها في هذا
الفصل : الحرية في ميزان الإسلام، للدكتور عدنان علي رضا النحوي.. و(الحرية في الإسلام أصالتها وأصولها)، للدكتور أحمد
الريسوني.. و(الحرية في الإسلام.. مرتكزاتها ومعالمها)، لعبدالرحمن
العلوي.. و(الحرية في الإسلام: المفهوم.. والملامح.. والأبعاد)، د. جابر قميحة).. وغيرها.