ليكتبوا
بالحبر المدنس بدنس الأهواء رميهم بالخروج.. أو رميهم بالزندقة.. أو رميهم
بالإلحاد.
قال
الرجل ذلك، ثم أجهش بالبكاء، فقلت: ما الذي يبكيك؟
قال: لا تزال صور أولئك العمالقة
المعلقين في حبال المشانق تخطر على بالي كل حين.. فتصيبني منها رعشة كرعشة ذلك
الذي حضر مقتل خبيب .. لقد كانت صورهم وهم على خشبة الصليب أكبر شعاع من أشعة
الهداية.. فلا يمكن للهداية أن يدل عليها مثل الصدق والتضحية.
أذكر
أن أحدهم.. وهو على خشبة الصليب جاءه بعض أصحاب العمائم من أصحاب السلطان، وقال
له: قل لا إله إلا الله حتى تموت على الإسلام.. فالتفت إليه الرجل، وابتسم ابتسامة
ممتلئة بمعاني كثيرة، وقال: شكرا يا شيخ.. لا إله إلا الله.. نحن نموت من أجلها..
وأنتم تأكلون بها الخبز.