بعدها انتقلت إلى المسيحية.. وقد كان أول ما فاجأني فيها تلك
التصورات عن تحمل الإنسان للخطيئة التي لم يفعلها.. وفاجأني فوق ذلك تصورهم أن
تلك الخطيئة، كانت عظيمة جداً لدرجة أنها لا يمكن أن تُغفر بالوسائل العادية..
وكانت عظيمة جدا لدرجة أن الله تعالى لم يجد طريقة ليغفرها.. وكانت عظيمة جداً
لدرجة أن الله لم يكن بمقدوره أن يقول بكل بساطة ((لقد غفرت لكم جميعاً)
ووجدتهم يعتقدون أن هذه الخطيئة كانت عظيمة جداً لدرجة أنها
لم ينفع معها التضحية بشخص عادي فانٍ لم يقترف أي سيئة، بل أنه كان من الضروري أن
يقدّم الله تعالى ابنه الوحيد (المولود له) على أنه القربان الوحيد القادر على
تكفير خطيئة البشرية.
لقد كانت الطريقة الوحيدة الممكنة في المفهوم المسيحي حتى
يغفر الله للبشرية هذا الذنب المروّع هي أن يُسلّم ابنه لكي يضربوه ويبصقوا عليه
ويجلدوه ويعرّوه ويطعنوه ويذلّوه ويعلّقوه على الصليب وأخيراً قتله.
ورأيتهم يعتقدون أن هذا هو الأسلوب الوحيد الذي وجده الله
أخيرا لكي يغفر ويسامح البشر الذين يحبهم ، ولذلك ضحى بابنه الوحيد من أجل أن يغفر
الخطيئة العظيمة للببشر.
بعد أن رأيت هذا.. وبعد أن قرأت في (يوحنا 3 : 16) قوله:(
لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون
له الحياة الأبدية)
وقرأت في (1 كورنثوس 15: 3) قوله:( المسيح مات من أجل
خطايانا)
وقرأت في ( رومية 5: 6 ) :( مات المسيح من أجل الخاطئين)
بعد أن قرأت هذا وغيره انصرفت عن المسيحية.. وسرت إلى بلاد
كثيرة.. وطفت على مذاهب كثيرة.. رأيت فيها جميعا ما ملأني بالغثاء..
بعدها سرت إلى الإسلام.. وقد كان أول ما طرق سمعي منه قوله
تعالى بعد تقرير أحكام