أجر، فقد جاء في الحديث الشريف قوله a : (لا حسد إلا في اثنتين[1]: رجلٌ آتاه الله مالاً، فسلطه
على هلكته في الحق، ورجلٌ آتاه الله حكمةً، فهو يقضي بها ويعلمها)[2]
وفي حديث آخر قال a : (إن المقسطين عند الله على منابر من نورٍ: الذين يعدلون في حكمهم
وأهليهم وما ولوا)[3]
وقال a :
(أهل الجنة ثلاثةٌ: ذو سلطانٍ مقسطٌ موفقٌ، ورجلٌ رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى
ومسلمٍ، وعفيفٌ متعففٌ ذو عيالٍ)[4]
وغيرها من النصوص.. وهي كافية لأن تملأ قلوب الصادقين رغبة
في تولي هذا المنصب بعد اكتمل أدواته..
بالإضافة إلى هذا، فإن الشريعة الإسلامية زرعت في قلوب
المسلمين الشعور بتحمل مسؤولياتهم عن دينهم وعن العدل الذي جاء لتحقيقه.. ولذلك فإنه
لا يجوز لشخص أطاق منصبا أن يتركه إلا إذا وجد من يكفيه أو وجد من هو أكفأ منه له..
أما أن يتركه شاغرا مع قدرته عليه، فتلك معصية لا تقل عن طاعة التورع عنه[5].
لقد أشار إلى هذا قوله تعالى على لسان يوسفu :﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ
الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ (يوسف: 55).. لقد رأى يوسف u نفسه ملزما بإنقاذ الخلق من المجاعة
التي تتربص بهم.. ورأى نفسه الكفء الوحيد لذلك المنصب.. فراح يطلبه لنفسه ذاكرا
الأوصاف
[1] أي أنه ينبغي أن لا يغبط
أحدٌ إلا على إحدى هاتين الخصلتين.. وليس المراد من ذلك الحصر، فقد ورد في حديث
آخر قوله a
: (لا حسد إلا في اثنتين: رجلٌ آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء
النهار، ورجلٌ آتاه الله مالاً، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) رواه البخاري
ومسلم.