وقال: (ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة، وما من
قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب)[4]
وقال: (من ولي عشرة فحكم بينهم بما أحبوا أو بما كرهوا جيء
به مغلولة يداه فإن عدل ولم يرتش ولم يحف فك الله عنه وإن حكم بغير ما أنزل الله
وارتشى وحابى فيه شدت يساره إلى يمينه ثم رمي به في جهنم فلم يبلغ قعرها خمسمائة
عام)[5]
وفي حديث آخر أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم (لعن الراشي والمرتشي في الحكم والرائش
الذي يسعى بينهما)[6]
قال رجل منا: إن ما ذكرته من التشديدات والترهيبات سوف يصرف
خيار الناس عن تولي هذه المسؤولية الخطيرة.. فكيف حلت الشريعة هذه المعضلة؟
قال: كما أن الشريعة توعدت قضاة السوء ورهبتهم من الجور
والظلم، فإنها ـ كذلك ـ وعدت القضاة العادلين بالأجور الجزيلة، والتي تجعلهم
يقبلون على القضاء برغبة صادقة..
فقد جعل النبيّ a القضاء العادل من النّعم التي يغبط أصحابها لما ينالونه من
[1] رواه الترمذي وحسنه وابن
ماجه وابن حبان في صحيحه.
[6] رواه الحاكم، وروى أحمد
والبزار والطبراني عن ثوبان قال : (لعن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الراشي والمرتشي والرائش)، وروى
الطبراني بسند جيد : ( لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم)