قلنا: فحدثنا عن ثانيها.. ذلك الذي سميته التكافل[1].
قال: التكافل هو إعانة الأخ لأخيه إعانة تخرجه من العوز إلى الغنى.. وهو
ركن أساسي لأن حياة الإنسان لا تقوم إلا بحياة هذا الجسد وصحته، وتوفر ما يلزمه
وما يقتضيه بقاؤه، وذلك كله يقتضي توفر ما يلزم من قوت ومأوى ونحو ذلك.
وهذا الواجب لا يتحقق إلا بتوفر التربية التي تشعر الفرد
بمسؤوليته على الجماعة..
ويشير إلى هذ من القرآن الكريم قوله تعالى :﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا
الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا
يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى
أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (الحشر:9)
ففي هذه الآية إخبار عن الإيثار الذي تحلى به الأنصار لما
قدم المهاجرون إليهم، بعد أن تركوا في بلادهم كل ما يلزم لنفقتهم، فوجدوا لهم
إخوانا لهم اقتسموا معهم زادهم، بل آثروهم على أنفسهم.
وقد عبر القرآن الكريم عن هذا التكافل بصورة أخرى جميلة،
فقال تعالى :﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً
وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ
مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ﴾ (الانسان:8 ـ 9)
ففي هاتين الكريمتين إخبار عن إيثار هؤلاء المحاويج من
المؤمنين غيرهم بالطعام مع حبهم له وحاجتهم إليه، ثم هم لا يطلبون على ذلك جزاء
ولا شكورا.
التناصر:
[1] خصصنا فصلا خاصا لهذا
الركن في هذه الرسالة بعنوان (التكافل)