وعندما سمعت ثمود هذا منه استغربت.. فلم تكن تتصور ـ
لطغيانها ـ أن هناك من يشكك في ملكيتها التامة لمالها.. وحريتها التامة في التصرف
فيه.. قال تعالى حاكيا قولهم:﴿ يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ
نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا
نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)﴾ (هود)
اعذروني إن كنت قد نقلت لكم الحوار بطوله.. ففي هذا الحوار
يتجلى موقف المؤمن من ماله، وهو موقف المسالم المتواضع الممتلئ بمعاني العدالة..
وفي نفس الوقت يتجلى الموقف الثاني موقف الباغي الطاغي الظالم الذي يرى أن له
الحرية المطلقة في ماله يملكه كيف يشاء.. ويتصرف فيه كيف يشاء.