قلت: لا.. ولو قالوا ذلك لكانوا
مجانين.. فأولى الناس بالحديث عن هذه المخترعات من اخترعها.
قال: ولهذا لا يصح لأحد أن
يتحدث عنا سوى خالقنا ومخترعنا.. فالله الخالق هو الذي يعرف الإنسان وطبيعة
الإنسان وأصل الإنسان ومركبات الإنسان.. والبداية التي بدأ بها تاريخ الإنسان..
لقد ذكر القرآن الكريم هذا، فقال تعالى :﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا
بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ
اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)﴾ (الملك)، وقال تعالى :﴿ يَعْلَمُ
خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُO (غافر:19)،
وقال تعالى :﴿ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا
تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِO (التغابن:4)
قلت، وقد شعرت بالبشارة تغمر
قلبي: هل يمكنك أن تسلط هذا المصباح الذي ذكرته على ما لقنه لي أساتذتي لتخلصني من
الصراع؟
قال: أجل.. لقد ذكر القرآن
الكريم هذا.. فالقرآن شفاء لما في الصدور.. يخلصها من الصراع، ويملؤها بالسلام..
لقد قال الله تعالى يذكر هذا :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ
مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ (يونس:57)
قلت: أأحدثك عما ذكر أساتذتي
لتميز لي بين حقائقهم وأوهامهم؟
قال: لا داعي لذلك.. فما
سأذكره لك يكفيك لأن تميز بين الحقيقة والوهم.. سأذكر لك الصورة التي ذكرها
المصباح الهادي والنور المبين الذي أرسله الله لنا، وأنزله علينا لتقتبس الحقيقة
من مصدرها.. ولا عليك بعدها أن تعرض منها ما تشاء على ما تشاء.