قال: أجل.. لقد وجدت أن الإله
هو الوحيد الذي يحول بيننا وبين هذا الترقي.. ولذلك أردت أن أجعل من السوبرمان هو
الإله.. لقد قلت على لسان (زرادشت): (إذا كان هنالك آلهة، فكيف أطيق أن لا أكون
إلهاً؟ وإذن فلا آلهة هناك).. وقلت : ( لقد ماتت الآلهة جميعاً، ونريد الآن أن
يعيش السوبرمان).. وقلت : ( إني أهيب بكم يا إخواني أن تخلصوا عهدكم للأرض، وأن لا
تصدّقوا من يحدثونكم عن أملٍ سماوي، إنهم ينفثون فيكم السم بذلك، سواءٌ أعلموا
بذلك أم لم يعلموا)
قلت: عرفت تصورك للوجود..
وللإنسان.. فما تصورك عن مصير الوجود والإنسان؟
قال: أما الوجود.. فإنه يسير في
دورات متطابقة.. فهو يكرّر نفسه باستمرار.. والإنسان الأعلى (السوبرمان) هو نهاية
دورة الوجود، ليعود بعد ذلك إلى نقطة البداية.. (إن التكرار الأبدي موعده بعد وجود
الإنسان الأعلى، فسيعود كل شيء بالتفصيل الدقيق مرة ومرة، إلى ما لا نهاية له، حتى
(نيتشه) سيعود، وهذه الأمة الألمانية التي يعيش بين ظهرانيها، والتي تمجّد الدم
والحديد ستعود)
قلت: فأنت تقول بالوجود بعد
الموت؟
ضحك بهستيرية، وقال: (ليس بعد
الموت شيء.. وما بعد الموت لا يعنينا بعد)
إن القوة هي كل شيء.. ولذلك
فإنا أدعو إلى الموت الإرادي.. وأنا من الداعين إلى الانتحار حينما يكون الوقت مناسباً
لاختيار الموت.. فمتى وجد الإنسان أن الحياة لم يَعُد لها هدف لديه، فأحسن خيار له
هو أن يسلم نفسه لرحى الموت..
لقد قلت على على لسان (زرادشت)
: ( كثير من الناس يموتون في وقت متأخر جداً، وبعضهم يموتون في وقت مبكر جداً، ولا
زال هذا القول : (مت في الوقت المناسب) يبدو غريباً)