قلت له بنفس اللهجة
التي خاطبني بها: فما تقول في هذه الحياة ومعجزاتها؟
ابتسم بخبث، وقال: لا
شك أنك لا تعرف تشارلز داروين.
قلت: ما به؟
قال: لقد حل المشكلة..
فالحياة من صناعة الصدفة والتطور والارتقاء.
قلت: والإله؟
قال: لقد أعلن (فريدريك
نيتشه) موته.. وأعلن أن الدين فكرة عبثية، وجريمة ضد الحياة إذ أنه من غير المعقول
ان يعطيك الخالق مجموعة من الغرائز و التطلعات، وفي نفس الوقت يصدر تعاليم بحرمانك
منها في الحياة ليعطيك إياها مرة أخرى بعد الموت.
قلت: ولكن الحياة لا
تستقيم من دون إله؟
قال: لاشك أنك لا تعرف
كارل ماركس!؟
قلت: ما به؟
قال: لقد اكتشف ذلك
الفيلسوف العظيم أن الدين أفيون الشعوب.. إنه يجعل الشعب كسولا و غير مؤمنا
بقدراته في تغيير الواقع.. واكتشف أن الدين تم استغلاله من قبل الطبقة البورجوازية
لسحق طبقة البسطاء.
قلت: ولكن النفس
الإنسانية تطلب إلها.. الفطرة لا تستقيم من دون؟
قال: لا شك أنك لا تعرف
(سيغموند فرويد)؟
قلت: ما به؟
قال: لقد اكتشف هذا
العبقري العلامة أن الدين وهم كانت البشرية بحاجة اليه في بداياتها.. واكتشف أن
فكرة وجود الاله هو محاولة من اللاوعي للوصول إلى الكمال في شخص مثل أعلى بديل
لشخصية الأب إذ أن الأنسان في طفولته ينظر إلى والده كشخص