السلفية.. ثم انعقدت الوئام بين
الفريقين بعد تناسي الإحن والترات وامتزاج القبائل الغازية والممغزوة، فأصبح
الإلهان أخوين وأصبحت (أميتراسو) هي كبري الأخوين.
ولا يعتقد اليابانيون أن هذه
الربة خلقت الكون أو خلقت الإنسان، لأنهم يعتقدون أن عهدها قد سبقته عهود مديدة
تنازع فيها الأمر عشرات الألوف من الأرباب.. وهذه أرباب عندهم هي بمثابة الأرواح
والملائكة والجنة والشياطين من عناصر الخير والشر عند الأمم الكتابية.. ويسمون
الواحد منها (كامي).. وهي كلمة تطلق علي كل رائع خارق للعادة بالغ في القوة أو
الجمال.. ثم استسلمت هذه الأرباب بعد كفاح طويل وصار الأمر إلي الربة الكبري
برضوان من خالق السماوات والأرضين.
أما الخلق فهو منسوب عندهم إلي
إله السماء (أزاناجي- نوميكوتو) وزوجته وأخته إلهة الأرض (أزانامي-نوميكوتو)..
فولدا جزر اليابان وألقحاها ببذور الآلهة، وجاء أبناء اليابان الآدميون من سلالة
الآلهة.. فكلهم في النسب الأعلي – وليس الميكاد
وحده- إلهيون.
وفي إحدي الروايات الأسطورية أن
ربة الأرض احترقت وهي تضع إله النار فجرد رب السماء سيفه وضرب به إله النار،
فانبعثت من وميض سيفه ومن ضرباته رهط من أرباب الزوابع والبروق والرعود.. ولم ترجع
الأرض إلى خصبها إلا بعد شفاء ربتها وخروجها من هاوية الظلام لتلد الماء والطمي
وعناصر الزرع والحياة.
وينسبون الخلق في رواية أخري
إلي (أزاناجي) وحده وهو يبحث عن رفيقة صباه.. فمن عينه اليسري خلقت الشمس ومن عينه
اليمني خلق القمر، ومن عطسته خلق (سوسا- نو- وو) رب الرياح والأمطار.. ولكنه أعجب
من بين أبنائه بالشمس دون شقيقيها فخلع عليها عقدا يتلألأ بالجواهر وبوأها أرفع
عرش في السماء.
فالديانة اليابانية الأصلية
شمسية سلفية جمعت معني التوحيد أولا في إله السماء حيث تصوره أبا للخليقة بمفرده
أو مشاركة زوجه، ثم جمعتها في الربة الواحدة علي اعتبارها ربة