وهي تخبر أن دور المؤمن هو
الدعوة لا السيطرة على من يدعوه أو إكراهه، قال تعالى: )
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ(
(عبس:21)
وهي تخبر أن الإيمان والكفر
حرية شخصية تتبع مشيئة صاحبها لا الإلزام الخارجي، قال تعالى: )
وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ
فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ
سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي
الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا((الكهف:29)
قلت: عرفت هذا ووعيته.. ولكني
لا أزال أتساءل عن سر الشهادة التي هي وظيفة هذه الأمة نحو سائر الأمم.
قال: الشهادة تتحقق بأن تكون
الأمة نموذجا صالحا تهتدي بهديها الأمم، بل تحن لسلوك سبيلها.
قلت: فكيف تتحقق هذه الشهادة في
منتهى كمالها؟
قال: بأربع وظائف كبرى تشترك
الأمة مع أولي أمرها في تحقيقها.
قلت: فما أولها؟
قال: القوة.
قلت: تقصد امتلاك الأمة لأنواع
أسلحة الدمار الشامل.
قال: أقصد امتلاك الأمة لأنواع
ما يتطلبه السلام الشامل.
قلت: فما يتطلب السلام الشامل؟
قال: يتطلب تحقق الإنسان
والمجتمع والأمة بأرفع مراتب الكمال الممكن.