قال: في كل المجالات: المعرفية،
والخلقية، والمرافقية.
قلت: فما الوظيفة الثانية التي
تتطلبها الشهادة؟
قال: العدل.
قلت: العدل مع الرعية؟
قال: لا.. العدل مع العالم..
فالعدل الحقيقي لا يعرف تنوع المكاييل، ولا يفرق بين الأمم.. قال تعالى:) يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ
أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ( (المائدة:8)،
أي لا يحملنكم بُغْض قوم على ترك العدل فيهم، بل استعملوا العدل في كل أحد، صديقا
كان أو عدوًا.
قلت: ولكن كيف تؤمرون بهذا،
وأنتم تؤمرون في نفس الوقت ببغض الكافر؟
قال: لقد أمرنا ببغض كفره، لا
ببغض لحمه ودمه وروحه.
قلت: فما الفرق بينهما؟
قال: الفرق بينهما عظيم.. هو
كالفرق بين بغض الطبيب لمريضه، وبغضه لمرضه.. فهل ترى من فرق بينهما؟
قلت: لا شك في ذلك.. فالطبيب إن
أبغض المريض منعه نصحه، بل لعله يحب استمرار المرض به.. أما إن أبغض مرضه، فإنه
يتوسل بكل ما لديه من صنوف العلاج ليريحه من علته.
قال: فكذلك أمرنا أن نفعل..
وبذلك يكون العدل.. فالعدل ينطلق من منابع النفس الطاهرة، وليس مجرد طلاء يتلاعب
به القضاة والمحامون في محاكمكم.
لقد قال a يقرر
هذا:( دعوة المظلوم ـ وإن كان كافرًا ـ ليس دونها حجاب)[1]