لفرويد أنه بعد شكه في الله دخل
في أزمة نفسية انتهت بسماع صوت من داخل نفسه مازال يحثه على الرجوع لإيمانه حتى
رجع له يقينه بوجود الله.
لقد ضحك فرويد حينها كما لم
يضحك في حياته جميعا، ثم رد عليه يقول :( إن الله لم يسمعني صوتا داخليا كالذي
أسمعك إياه.. وإذا تباطأ الله في هذا الأمر رغم علمه بكبر سني، فإنه سوف لا يكون
الخطأ خطئي لو بقيت إلى نهاية حياتي على اعتقادي الحالي.. يهوديا كافرا..)
ولم يكتف بذلك، بل راح يحلل
خطاب الطبيب نفسيا وينشر ذلك كله في مقال بعنوان : A religious Experience.. في ذلك المقال يهوي فرويد بأحاسيس
الرجل الإنسانية التي تجلت في ألمه لرؤية وجه السيدة الوقورة الميتة إلى حضيض
التفسير الجنسي والعقدة الأوديبية بأسلوب متهافت ومنطق غريب.
ومما جاء في ذلك المقال :( إن
رؤية جسد المرأة الميتة الذي ربما كان عاريا أو كان في طريقه لأن يتعرى من الملابس
قد ذكَّر هذا الشاب الطبيب بأمه (لا شعوريا) وقد أثارت فيه هذه الذكرى شوقا
لوالدته نبع من عقدته الأوديبية، وهذا الشعور سرعان ما أثار فيه البغض والغضب على
والده، وبمــا أن أفكاره عن والده وعن الله لم تنفصل بعد بما فيه الكفاية فإن
رغبته في تحطيم والده على المستوى اللاشعوري قد ظهر شعوريا في شكل شكه في وجود
الله، وإنه لمن المعلوم لدينا أن الطفل يعتبر ما يفعل والده لأمــه في صلته
الجنسية بها نوعا من سوء المعاملة والقسوة)
سألته حينها متعجبا من هذا
الموقف، وقلت: أهذا هو مصدر العقيدة في الله؟
رد علي بثقة عظيمة: أجل لقد
وقفنا من خلال التحليل النفسي على هذا الرباط الوثيق بين