حاسبتها وجاهدتها إلى
أن استقامت على طريق الله.. وأسأل الله أن يثبتني على ذلك.
قلت: فهل ستدلني على
الطريق التي سرت فيها؟
قال: يسرني ذلك.. فلا
هدف لي في الحياة إلى الدلالة على هذا.
قلت: فاختر لنا مجلسا
نتحدث فيه.
قال: أنا مجرد فرد..
وحديثي وحده لا يكفي.. سأسير بك إلى كلية مختصة بهذا.. إنها (كلية التهذيب
والترقي) وفيها فروع كثيرة.. سأمر بك على بعضها.. لتبصر كيف عالج الإسلام النفس من
أدوائها.. وكيف لم يكتف بذلك، بل راح يغرس فيها من المكارم ما جعلها حقلا عظيما
لها.
قلت: من أسس هذه
الكلية؟
قال: ومن غيره؟.. إنه
محمد a.. إنه ذلك الرجل الذي
لم تعرف البشرية مربيا مثله.
الهدي
الإلهي:
كان أول قسم في (كلية التهذيب
والترقي) قسم كتب عليه من القرآن هذه الآية:﴿ فَذَكِّرْ
بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) ﴾ (ق)، ) وهذه
الآية :﴿ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ
تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)﴾
(الإسراء)، وهذه الآية :﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ
مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا
خَسَارًا (82)﴾ (الإسراء)، فسألت المحاسبي عنه، فقال: في هذا
القسم لن تسمع إلا القرآن.