منفذي إعدام أكثر منهم أطباء..
وخاصة إذا أصبح الأمر بيد الطبيب، ولم يعد المريض هو صاحب القرار.. فإن ذلك سيفتح
الباب أمام ممارسات غير مشروعة لا أول لها ولا آخر وقد يصعب وقفها.. وليس بعيداً
عن الأذهان تجارة الأعضاء التي أصبحت رائجة عند الكثيرين لدرجة أنه يمكن التأكيد
على أن هناك طرقا خاصة بهذه التجارة.
^^^
بعد أن سمعت هذا الكلام.. وبعد
أن امتلأت قناعة بأنه لا يصلح لي إلا الانتحار.. ذهبت إلى هذا التلميذ في المستشفى
الذي يعمل فيه، فعرفته بنفسي، وبكوني كنت في يوم من الأيام أستاذا له.. فلم يكترث
كثيرا لمعرفتي.. بل ما زاد على أن تحدث معي ببرودة عن طلبي، فأخبرته به.. فلم يبدو
عليه ـ مع غرابة هذا الطلب ـ أي تعجب.. بل اكتفى بأن طلب مني مبلغا من المال.. ومع
أنه كان مبلغا كبيرا إلا أني قبلت به، فقد كان لي من الجبن ما يمنعني من ممارسة ما
يمارسه أكثر الناس من أساليب الانتحار.
بعد أن سلمته المال أعطاني ذلك
العقار، ووصف لي بدقة الكمية التي أستعملها منه.. ووصف لي ما سيحدث لي بالضبط.
قلنا: ما دمت معنا، فأنت لم
تتجرأ على استعماله؟
قال: لا.. بل استعملته.
قلنا: فقد غشك تلميذك إذن.. أخذ
مالك دون أن يعطيك العقار القاتل.
قال: لا.. لقد أعطاني العقار
القاتل.. ولكني لم أستعمله بالكيفية التي حددها.
قلنا: لم؟
قال: لقد سقطت القارورة من يدي
فجأة.. لا.. ليس فجأة.. بل بعد سماعي لصوت جميل كان يردد من قرآن المسلمين هذه
الآية :﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى
رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي
جَنَّتِي (30)﴾ (الفجر)