تكون ملاذاً للعفة والطهارة في
حرمها المسور، لقد فاضت هذه البيوت بالدعارة حتى أصبحت مريم العذراء لا تجد مكاناً
تضع فيه الطفل عيسى)[1]
قلنا: فقد انحرفوا عن المنهج
الذي كانوا يدعون إليه؟
قال: ليتهم انحرفوا إلى
الفطرة.. لقد انحرفوا إلى الشذوذ.. واستبدلوا الصراع بالصراع.
قلنا: كيف كان ذلك؟
قال: لقد أدى كل ذلك التزمت
والغلو ومغالبة الطبع السوي والفطرة السليمة إلى نتيجة عكسية تماماً.. لقد أصبحت
الأديرة مباءات للفجور والفسق، تضرب بها الأمثلة في ذلك.
لن أحدثكم عن ذلك.. ولكني رأيت
بعيني من الفضائح ما ملأني بالنفور التام من الدير ومن الرهبانية.. بل ومن الكنيسة
نفسها[2].
الحيوانية:
قلنا: فإلي أين التجأت؟
قال: بعد أن صارعت روحي جسدي
زمنا طويلا.. وبعد أن اكتشفت السراب الذي أوقعتني فيه روحي.. عدت إلى جسدي أقبله
وألتزمه ولا أرى في الوجود غيره.
قلنا: فهل وجدت من الأساتذة من
أعانك على ذلك؟
قال: كثيرون هم.. كانوا يتبوأون
أشرف المراتب.. ويسكنون أحسن القصور.. وينالون أعلى المرتبات..