قال: تحمل
العقوبات الشديدة في حال التفريط في الطقوس الكثيرة التي يتطلبها نظام الرهبانية..
لقد كان أستاذي يعلمي كل حين تعاليم القديس (كولمبان) الذي أسس
الأديرة في جبال الفوج بفرنسا:
ومن العقوبات التي لا أزال
أذكرها: ستة سياط إذا سعل وهو يبدأ ترنيمة أو نسى أن يدرم أظافره قبل تلاوة
القداس، أو تبسم أثناء الصلاة، أو قرع القدح بأسنانه أثناء العشاء الربانى.. وكانت
اثنا عشر سوطاً عقاب الراهب إذا نسى أن يدعو الله قبل الطعام وخمسون عقاب المتأخر
عن الصلاة، ومائة لمن يشترك في نزاع ومئتان لمن يتحدث من غير احتشام مع امرأة.
وأقام (كولمبان) نظام الحمد
الذى لا ينقطع، فكانت الأوراد يتلوها بلا انقطاع ليلاً ونهاراً طائفة بعد طائفة من
الرهبان يوجهونها إلى عيسى ومريم والقديسين[2].
قلنا: فهل مارست كل هذه الشروط
التي علمك إياها أستاذك؟
قال: أجل.. لقد مارستها بإخلاص
وصدق إلى أن جاء اليوم الذي طلقتها فيه طلاقا بائنا، وطلقت معها أستاذي، وتخلصت من
الاسم الذي سماني به.. ولم أندم على ذلك التطليق في أي يوم من أيام حياتي.
قلنا: كيف كان ذلك؟
قال: لقد رأيت بعيني في الدير
الذي كنت راهبا فيه ما ذكره رئيس دير كلونى من قوله:( إن بعض رجال الدين في
الأديرة وفي خارجها يستهترون بابن العذراء استهتاراً يستبيحون معه ارتكاب الفحشاء
في ساحاته نفسها، بل في تلك البيوت التى أنشأها المؤمنين الخاشعون لكى