responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 300

وتحصيل نقشها في القلب كفعل أهل الروم.

قال تلميذ آخر: كل ما ذكرته نجد من نفوسنا قبوله.. ولكن الاعتراض الذي قد يوجه لكل ذلك هو أن الأمر لو كان كما ذكر الأولياء لاستوى الناس في التعرف على الحقائق.. ذلك أن لكل إنسان المرآة التي يبصر بها الحقائق.

التفت إليه، وقال: إن هذا يستدعي البحث عن الحجب التي تحول بين مرائي الناس والحقائق.. وإدراك ذلك بسيط لا يستدعي إلا التأمل في سر عدم انكشاف الأشياء للمرآة الحسية مع وجودها، ووجود الأشياء حولها.. فأخبرني عما تراه من أسباب ذلك.

قال التلميذ: لقد بحثت في هذا.. ووجدت أن المرآة لا تنكشف فيها الصورة لخمسة أمور.. أحدها نقصان صورتها كجوهر الحديد قبل أن يدور ويشكل ويصقل.. والثاني لخبثه وصدئه وكدورته وإن كان تام الشكل.. والثالث لكونه معدولاً به عن جهة الصورة إلى غيرها كما إذا كانت الصورة وراء المرآة.. والرابع لحجاب مرسل بين المرآة والصورة.. والخامس للجهل بالجهة التي فيها الصورة المطلوبة حتى يتعذر بسببه أن يحاذى بها شطر الصورة وجهتها.

قال: فهكذا مرآة القلب.. فهي تحجب عن الحقائق بالأسباب الخمسة التي ذكرتها..

أما أولها، فهو نقصانها في ذاتها كقلب الصبي فإنه لا ينجلى له المعلومات لنقصانه.

وأما الثاني، فلكدورة المعاصي والخبث الذي يتراكم على وجه القلب من كثرة الشهوات، فإن ذلك يمنع صفاء القلب وجلاءه فيمتنع ظهور الحق فيه لظلمته وتراكمه.

وأما الثالث، فأن يكون معدولاً به عن جهة الحقيقة المطلوبة فإن قلب المطيع الصالح وإن كان صافياً فإنه ليس يتضح فيه جلية الحق لأنه ليس يطلب الحق وليس محاذياً بمرآته شطر المطلوب. بل يكون مستوعب الهم بتفصيل الطاعات البدنية أو بتهيئة أسباب المعيشة ولا يصرف فكره إلى التأمل في حضرة الربوبية والحقائق الخفية الإلهية، فلا ينكشف له إلا ما هو

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست