وثانيها.. صنم الفرد ذاته.. وهو
صنم تفرضه طبيعة الميول الخاصة بكل واحد منا، حيث تسبب هذه الميول الشخصية
انحرافات بعيدة في فكر الإنسان.
وثالثها.. صنم السوق.. سوق
المعرفة.. وهي الأفكار الخاطئة التي تتسرب إلى أذهاننا بسبب العبارات الغامضة،
فعلينا تنقية العبارات حتى نستطيع الوصول إلى الحقائق.
ورابعها صنم المعرض (معرض
الأفكار القديمة) التي تحتوي أفكار الفلاسفة السابقين، وتسبب ضغطا شديدا على
أذهاننا، وبالتالي أخطاءا جسيمة.
قلت: أنت تحتقر الأفكار القديمة
إذن؟
قال: أنا لا أحتقرها.. ولكني
أرى أن منهجهم في التفكير لن يوصلهم إلى شيء.. ولن تتطور الإنسانية ما دامت تتمسك
به.. والمنطق الذين يعتمدون عليه، ويستقون منه أفكارهم هو منطق صوري لا يفيد علما
جديدا، انما هو ترسيخ للمعلومات السابقة وإلزام الخصم بها.
قلت: فما منطقك البديل؟
قال: منطقي البديل هو الذي ينهض
بالعلم.. إنه ينطلق من القياس والتعقل، واستخراج الكليات من الجزئيات، بعد
الاستقراء فيها، وتنويعها، والتعقل فيها، وبدون ذلك يظل الاستدلال عقيما، وبدون
أساس ثابت.
الرياضية:
قلنا: فإلى من لجأت بعده؟
قال: إلى رجل جمع بين الفلسفة
والرياضيات.. ولذلك كان له من العقل ما أرضى به