بيكون)[1].. كان قد نقل
إلى سجن بدير الراهبات بباريس.. ذهبت معه إلى الدير.. وتوسلنا إلى الراهبات بكل ما
أمكننا أن نتوسل به.. فأذن لنا.. وهناك صحبناه مدة من الزمان.
كان أول ما بدأنا به أن قال لنا[2]: لن يعقل
عقلك حتى تحطم الأصنام التي تحيط به.. والتي تمنعه من التفكير السليم.
سألته عنها، فقال لي: هي
أربعة..
[1] روجر بيكون (1214؟ - 1292م؟).
كان فيلسوفًا وعالمًا إنجليزيًا. وهو يعد واحدًا من الشخصيات الرائدة في تطوير
العلوم في القرون الوسطى.. عُرف بصفته مؤسسًا للعلوم التجريبية وأحد الباحثين
الأوائل في دراسة علم البصريات، وقد ساعد على إرساء القواعد للثورة العلمية التي
ظهرت في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين.
وُلدَ
في سومرست في إنجلترا ودرس الفنون الحرة والفلسفة في جامعة أكسفورد، ثم ترك
أكسفورد في ثلاثينيات القرن الثالث عشر الميلادي وبدأ يدَرِّس في جامعة باريس..
عاد إلى أكسفورد وأمضى السنوات العشر التالية من حياته في دراسة مكثفة للرياضيات،
والتقنية وخصوصًا علم البصريات.. انضم بعدها إلى جماعة الفرنسيسكان الدينية وعاد
إلى باريس ليحث على الإصلاح الثقافي داخل الكنيسة وليكرس نفسه لاكتشاف ونشر نظام
لكل المعرفة.
وفي
هذا الوقت، قام نزاع في داخل الجماعة الفرنسيسكانية، ونتج عنه وضع رقابة على
الكتب. وسمح رؤساء بيكون له بالاستمرار في الكتابة ولكنهم منعوه من نشر أعماله.
وتنفيذًا
لرغبة طلب البابا كليمنت الرابع، جمع بيكون ملخصًا لنظام المعرفة وأرسل الملخص
المسمى أبوس مايوس (العمل الأطول)، إلى البابا في عام 1267م، وأصبح هذا الملخص من
أبرز وأهم أعمال بيكون.
خلال
السبعينيات من القرن الثالث عشر الميلادي، كتب بيكون في علم الفلك والرياضيات وعلم
الفيزياء. وفي عام 1278م انتقدت الكنيسة بعض مؤلفاته وسجن في باريس في دير
الراهبات حتى عام 1292م. وقبل فترة وجيزة من وفاته، أتم بيكون كتابه: ملخص لدراسات
علم اللاهوت، وفيه أعلن ماكان يعتبره من شرور العالم النصراني.
كانت
أهم الأعمال التي كتبها بيكون في العلوم ولكنه كتب أيضًا في الفلسفة وعلم اللاهوت.
وتوضح هذه الأعمال تأثر بيكون بالفيلسوف الإغريقي أرسطو، وعالم اللاهوت النصراني
القديس أوغسطين وابن سينا.
[2] ما ذكرناه هنا هو في الأصل
لفرنسيس بيكون لا لروجر بيكون.. مع التنبيه إلى أنهما لم يعيشا في عصر واحد كما
ذكرنا في ترجمتهما.