قال: لقد ذكر لنا ربنا
ما يحبه، وما يبغضه، وأعلمنا أننا لن نظفر بمحبته ـ التي هي غاية الغايات ـ إلا
إذا فنى حبنا في حبه، ورضانا في رضاه.
فلذلك صرنا نحب
الإحسان، لأن الله يحب المحسنين: قال تعالى :﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَO (البقرة:195)
وصرنا نحب التوبة والطهارة، لأن
الله الذي امتلأت قلوبنا بحبه قال لنا :﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)(البقرة: من الآية222)
وصرنا نحب التقوى
الحاجزة عن معصية الله، لأن الله قال لنا :﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ
وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَO (آل عمران:76)
وصرنا نحب الصبر،
ونتحمله، لأن الله قال لنا :﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ
رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا
ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَO (آل عمران:146)
وصرنا نحب التوكل
على الله، لأن الله قال لنا :﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ
عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَO (آل عمران:159)
وصرنا نحب العدل،
لأن الله قال لنا :﴿ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)(المائدة: من الآية42)
وهكذا امتلأت قلوبنا
وجوارحنا بكل خير.. لأن محبوبنا لا يحب إلا الخير، ولا يبغض إلا الشر.