تركوه، وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي،
وإن عجيننا ليختبز كما هو، ثم قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (كلي وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة)
فلم نزل نأكل ونهدي يومنا.
وفي حديث آخر عن جابر بن عبد الله قال:
صنعت أمي طعاما إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
قالت: ادعه، فجئت فساررته، فقال لاصحابه: (قوموا)، فقام معه خمسون رجلا، فقال: (ادخلوا
عشرة عشرة) فأكلوا حتى شبعوا وفضل نحو ما كان[1].
ومن ذلك وليمة حصلت في نفس الغزوة،
ذكرتها ابنة بشير بن سعد، فقالت: دعتني أمي فأعطتني جفنة من تمر في ثوبي، ثم قالت:
يا بنية، اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بغدائهما، قالت: فأخذته ثم انطلقت بها،
فمررت برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فقال: (تعالي ما معك؟) فقلت: يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن
سعد وخالي عبد الله بن رواحة يتغديانه فقال: (هاتيه)، فصببته في كفي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فما ملاها ثم أمر بثوب فبسط ثم دعا
بالتمر فصبه فوق الثوب ثم قال لانسان عنده: (اخرج في أهل الخندق أن هلموا إلى
الغداء، فاجتمع أهل الخندق عليه، فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق
عنه، وإنه ليسقط من أطراف الثوب [2].
ومن ذلك ما حدث به أنس، فقال: جئت رسول
الله a فوجدته جالسا مع أصحابه يحدثهم
قد عصب بطنه بعصابة، فقلت لبعض أصحابه: لم عصب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بطنه؟ فقالوا: من الجوع، فذهبت إلى أبي
طلحة فأخبرته فدخل على أمي فقال: هل من شئ؟ قالت: نعم عندي كسر من خبز وتمرات، فإن
جاءنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وحده أشبعناه وإن جاء معه بأحد
قل عنهم، فقال لي أبو طلحة: قم قريبا من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فإذا قام فدعه حتى يتفرق عنه أصحابه ثم