ثم نزل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى الأرض، فلما أصبح أخبر الناس بما
رآه فصدقه كل من آمن به ايمانا قويا، وكذبه الكفار واستوصفوه مسجد بيت المقدس،
فوصفه لهم وسألوه عن أشياء في المسجد فمثل بين يديه، فجعل ينظر إليه ويصفه ويعد
أبوابه لهم بابا بابا فيطابق ما عندهم، وسألوه عن عير لهم فأخبرهم بها وبوقت
قدومها فكان كما أخبر.
الأجوبة النقلية:
هنا قام بولس، وقال: أليس عجيبا ما تخبر
به من هذه الرحلة العجيبة.. إن العقل السليم لا يكاد يصدق ما تقول.
التفت إليه عبد القادر، وقال: أي عقل
تقصد؟ هل عقل علماء الدنيا، أم عقل علماء بالدين؟
بولس: العقل عقل واحد.. سواء كان لأهل
الدين، أم لأهل الدنيا، وكلاهما يشتركان في إنكار ما تقول.
عبد القادر: نعم العقل عقل واحد، ولكني
أرى أن عقل أهل الدين يتسع لما لا يتسع له عقل أهل الدنيا.
فأهل الدين يعرفون أن قدرة الله التي لا
يحدها شيء لا يمتنع عليها ما حصل لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من خوارق، فلا يعجز خالق السموات أن
يرفع إليها من يشاء، أو يخفض من يشاء.
بولس: ولكن العادة الكونية جرت باستحالة
ذلك.
عبد القادر: هل هي استحالة مطلقة، أم
أنها مستحيلة لأن محمدا a
هو الذي عرج به؟
سكت بولس، فقال: أرأيت لو ذكر لك أن
المسيح u حصل له هذا، أكنت تنكره؟