وعن بلال قال: رفع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بصره الى السماء، فقال: (سبحان الذي
يرسل عليهم الفتن ارسال القطر)[2]
ومن ذلك رؤيته الدنيا وسماع
كلامها، ومن
ذلك قوله a: (أتتني الدنيا خضرة حلوة ورفعت
لي رأسها وتزينت لي، فقلت: لا أريدك، فقالت: إن انفلت مني لم ينفلت مني غيرك)[3]
ومن ذلك رؤيته الجمعة والساعة، ففي الحديث: قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أتاني جبريل، وفي يده مرآة بيضاء فيها
نكتة سوداء، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة، يعرضها عليك ربك، لتكون لك
عيدا ولقومك، قلت: ما هذه النكتة السوداء فيها؟ قال: هذه الساعة)[4]
ومن ذلك ما اطلع
عليه من أحوال البرزخ والجنة والنار، فعن الحسين بن علي قال: لما توفي القاسم
ابن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قالت خديجة وددت لو كان الله
أبقاه حتى يستكمل رضاعه، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إن تمام رضاعه في الجنة)، قالت: لو
أعلم ذلك يا رسول الله يهون علي أمره، قال: (إن شئت دعوت الله عز وجل يسمعك صوته)،
قالت: بل أصدق الله ورسوله[5].
ومن ذلك ما روي في الحديث: بينما رسول
الله a في حائط بني النجار على بغلة
له، ونحن معه إذ جادت به فكادت تلقيه، وإذا بقبر ستة أو خمسة، فقال: (من يعرف
أصحاب هذه الأقبر؟)، فقال رجل: أنا، فقال: قوم هلكوا في الجاهلية فقال: (إن هذه
الامة تبتلى في قبورها،