إن هذه الطاقة طاقة عظيمة لا
يمكن تصورها.. إنها اتصال الإنسان الضعيف القاصر بالعالم الآخر..
ولهذا عبر القرآن الكريم عن ثقل
الوحي، فقال تعالى:﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً﴾
(المزمل:5)
وقد ذكر القرآن الكريم أن
كلام الله لعبادة لا يتم إلا من خلال ثلاثة أمور، فقال تعالى:﴿ وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ
يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ
حَكِيمٌ﴾ (الشورى:51)
ومعنى الوحي أن يلقي الله
المعنى في القلب، أي أن الله تعالى يقذف فى روع النبى a شيئا لايمارى فيه أنه من الله تعالى،كما
قال a: إن روح القدس نفث فى روعى
أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله واجملوا فى الطلب[1].
والثاني تكليمه من وراء حجاب،
كما كلم الله موسى u،
فقد سمع النداء من وراء الشجرة، قال تعالى:﴿ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ
مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ
الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
(القصص:30)
والثالث نزول أمين الوحى
جبريل u، كما روي في الحديث أن الحارث
بن هشام سأل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فقال: يارسول الله: كيف يأتيك الوحى؟ فقال: أحيانا يأتينى مثل صلصلة الجرس، وهو
أشده على، فيفصم عنى ـ أى يقلع ـ وقد وعيت عنه ماقال ـ أى حفظت ـ وأحيانا يتمثل لى
الملك رجلا فيكلمنى فاعى مايقول[2].