responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 489

ولا زال هذا الصوت الحنون المشجع يسمع حينما يوجد مؤمن مضطرب من جراء هموم ومخاوف الحياة، ولا سيما متى كان انزعاجه نتيجة لثقل خطاياه ومخاوف الابتعاد الأبدي عن الله.

فلما اقترب المتكلم وعرفوه، تمنى بطرس الجسور أن يتشبه بسيده في المشي على الماء، فصرخ: (يا سيد إن كنت أنت هو، فمرني أن آتي إليك على الماء)، فهل يسمح له بما طلب، رغم قوله: (إن كنت أنت هو) خصوصا بعد أن قال سيده: (أنا هو) نعم، إذا كان بذلك يقدر أن يري تلاميذه أن كل شيء مستطاع عند الله، فمتى شاء يمكن الإنسان من فعل المستحيلات.

نجح بطرس في أول الأمر لأنه نزل من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى المسيح، لما كان فكره ونظره متجهين إلى المسيح لم يكن خائفا، واستطاع أن يفعل المستحيل.

لكن نجاحه أدى إلى فشله، لأنه ابتدأ يفكر بذاته ويفتخر بعمل لم يسبقه إليه أحد، فحول فكره ونظره من المسيح إلى نفسه، فابتدأت الأمواج الهائجة ترعبه، وحالا أخذ يغرق، ولم تفده معرفته بالسباحة، وصار يحسد رفقاءه في السفينة، بعد أن كانوا هم يحسدونه لما مشى على الماء. صرخ: (يا رب نجني). ففي الحال مد المسيح يده وأمسك به ونشله، ثم وبخه بقوله: (يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟). فصح فيه كلام داود النبي: (نشلني من مياه كثيرة) (مزمور 18: 16).

نجا بطرس من الغرق لأن المسيح أمسك به، وهكذا نجاة الخاطئ عندما تكل يداه وتغمض عيناه ويرتخي تمسكه بالمخلص، فلا يرى أمامه إلا الهلاك، ولكن متى أدرك أن المخلص المقتدر الذي لا ينام يمسك به يحل الرجاء عنده مكان اليأس.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست