responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 488

لقد كان المسيح يصلي على الجبل وحده في الليل، بينما كان تلاميذه في السفينة، عندما وقع اضطراب في البحيرة، إذ هاج البحر من ريح عظيمة، وكانت السفينة معذبة من الأمواج لأن الريح كانت مضادة، لم يكن التلاميذ قد نسوا ما علمه المسيح في النوء قبل هذا الوقت بنحو نصف سنة، ولكنه كان وقتها معهم في السفينة، أما الآن فيخيفهم غيابه، فهل ظنوا يا ترى أن الذي يشفي العليل بكلمة، وعن بُعْد، يستطيع أن يحفظ ويعطي السلامة عن بُعْد أيضاً؟

ظلوا يصارعون الأمواج إلى قرب الصباح، دون أن يتمكنوا من عبور البحيرة، وعرف المسيح بعذابهم، وهو في مخدع الصلاة الهادئ على الجبل، وهو المحب الذي لا يريد عذابهم إلا بمقدار ما يؤول لخيرهم، فلما رأى اضطرابهم والخطر عليهم، نزل من الجبل ومشى على البحر الهائج معتلياً أمواجه في هبوطها وارتفاعها، كأنها اليابسة، وهو مسرع للإفراج منهم.

هذا هو الكلمة (الذي كل شيء به كان) (يوحنا 1: 3)، وقد وصفه بقوله: (الباسط السماوات وحده والماشي على أعالي البحر) (أيوب 9: 8)

رفقا بهم لم يتجه فورا إلى السفينة لئلا يخيفهم، بل مر بقربهم كأنه يتجاوزهم.

لا شك أنهم اعتادوا القصص الخرافية الدارجة في كل عصر، عن ظهور أشباح روحية مزعجة، والآن يشاهدون لأول مرة في حياتهم روحا أو خيالا، فصرخوا مرتعدين لعلهم أرادوا أن يخيفوا هذا الخيال ليبتعد عنهم.

ولكن أتى صدى صراخهم خلافا لما انتظروا، لأن هذا الخيال أجابهم بصوت لا يشتبه به، وبكلام مطمئن حبي قال: (تشجعوا، أنا هو، لا تخافوا)

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست