ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار
الجن، والله ما يشبه الذي يقوله شيئًا من ذلك. والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة،
وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو وما يعلى.
فقال له أبو جهل: والله لا يرضى قومك حتى
تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر فيه. فلما فكر قال: إن هذا سحر يأثره عن غيره.
فنزلت الآيات.
ومن كبار المستهزئين أبو لهب، وكان من
أشد الناس عداوة للنبي a،
وكان يطرح القذر والنتن على باب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فرآه حمزة بن عبد المطلب وقد طرح من
ذلك شيئا، فأخذه وطرحه على رأسه، فجعل أبو لهب ينفض رأسه ويقول: صابئ أحمق، فأقصر
عما كان يفعل، لكنه كان يدس من يفعله[1].
وكان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: يا بني عبد مناف أي جوار هذا؟ ثم
يميطه عن بابه[2].
وقد تحدث ابن عباس عن مشهد من مشاهد حربه
لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فذكر أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لما نزلت:﴿وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ (الشعراء:214) صعد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على الصفا فجعل ينادي: يا بني فهر، يا
بني عدي لبطون من قريش، حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا
ينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي
تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟) قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال: فأنا
لكم نذير بين يدي عذاب شديد.
فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا
جمعتنا، فأنزل الله تعالى:﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾
(المسد:1) [3]