فأنزل الله تعالى فيه:﴿
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً
وَوَلَداً﴾ (مريم:77[1]
ومنهم الحكم بن أبي العاصي بن أمية، وكان
ممن يؤذي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
يشتمه ويسمعه ما يكره.
وكان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يمشي ذات يوم وهو خلفه يخلج بأنفه وفمه
فبقي على ذلك، وأظهر الإسلام يوم الفتح، وكان مغموصا عليه في دينه، فاطلع يوما على
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو في بعض الحجر، فخرج إليه
بعنزة، وقال: من عذيري من هذا الوزغة؟ لو أدركته لفقأت عينه أو كما قال a، ولعنه وغربه من المدينة فلم يزل خارجا
منها إلى أن مات عمر بن الخطاب [2].
وقد ذكره ابن عمر فقال: كان رجل خلف
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يحاكيه ويلمض فرآه النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: كذلك كن، فرجع إلى أهله، فلبط به
مغشيا عليه شهرا، ثم أفاق حين أفاق، وهو كما يحاكي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم [3].
ومنهم الوليد بن المغيرة، فقد ذكر أنه مر
برجل يقال له حراث بن عامر بن خزاعة، وهو يريش نبلا له، ويصلحها فوطئ على سهم منها
فخدشته خدشا يسيرا، ويقال علق بإزاره فخدش ساقه خدشا خفيفا فأهوى إليه جبريل
فانتفض الخدش وضربته الأكلة في رجله أو ساقه فمات[4].
وقد كان من كبار الساخرين من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم المستهزئين به مع كونه حكيم قومهم
ومرجعهم، وفيه نزل قوله تعالى:﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11)
وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا