فقد نزلت هذه الآية تفضح ما تخئه نفوس
المنافقين من غرور[1]، فقد روي أن رجالا من المنافقين
على عهد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان
إذا خرج رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى
الغزو تخلفوا عنه، فإذا قدم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا،
فنزلت هذه الآية [2].
وفي حديث آخر: دعا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يهود فسألهم عن شئ فكتموه إياه وأخبروه
بغيره، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم، وفرحوا بما أوتوا من
كتمانهم إياه، ثم قرأ ابن عباس:﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ
وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا
يَشْتَرُونَ﴾ (آل عمران:187))[3]
وفي حديث آخر: كتب يهود المدينة إلى يهود
العراق واليمن ومن بلغهم كتابهم من اليهود في الارض كلها إن محمدا ليس نبي الله،
فاثبتوا على دينكم وأجمعوا كلمتكم على ذلك، فأجمعت كلمتهم على الكفر بمحمد a والقرآن، ففرحوا بذلك وقالوا: الحمد لله
الذي جمع كلمتنا ولم نتفرق ولم نترك ديننا، وقالوا: نحن أهل الصوم والصلاة ونحن
أولياء الله، فلذلك قول الله تعالى:﴿ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا
وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾ (آل عمران: 188)،
يعني بما ذكروا من الصوم والصلاة والعبادة.