قالوا: نرى أن حديثه عظيم.. ولعله يبث
فينا من القوة ما لا نجده في نفوسنا، فحدثنا عنه.
بولس: لقد قضى يسوع المسيح ست ساعات على
الصليب، وقد تألم فيها بأنواع عديدة من الآلام لم تزعزعه، ولم تهد كيانه المقدس:
لقد تألم آلاما كثيرة.. آلاما في جسده.. وآلاما
في نفسه.
أما في جسده، فهي التي تلقاها من البشر..
من الجنود الرومان.. ومن خدام رؤساء الكهنة.
لقد تفل عليه، وضرب بالسياط، ليتم قول
الكتاب: (على ظهري حرث الحراث) (مزمور 3:129)، ويتم ما جاء في إشعياء: (بذلت ظهري
للضاربين، وخدي للناتفين وجهي لم أستر عن العار والبصق) (إشعياء 6:50)
ووضعوا إكليل شوك فوق رأسه القدوس، وهو
الملك صاحب التيجان الكثيرة.
وطعنوه بحربة في جنبه، وسالت منه ينابيع
الغفران من خلال ذلك الدم الذي يطهر من كل خطية، والذي لا يزال يتكلم ويطلب
الغفران لأجلنا.
ثقبوا يديه ورجليه بمسامير حديدية غليظة
بواسطة أيدي الجنود الرومانيين الذين كانت قلوبهم غليظة.
ليست المسامير الحديدية هي التي ثبتته
هناك، بل ثبتته محبته الشديدة، والتي تفوق إدراك العقول.. لقد ثبتته فوق الصليب
لأجل غفران معاصينا.. لقد سالت الدماء من يديه المثقوبة، وهو لا يزال يفتح ذراعيه
لكي يستقبل بفرح كل من يقبل إليه.
قال ذلك بخشوع، ثم راح يترنم بصوت شجي:
يده المثقوبة تنطق بالحب تمسح
أحمال الآثم عن القلب
يده المثقوبة تحكي عن نعمة تتراءف
تبدي للخاطي رحمة
يده المثقوبة تنزف تدعوك وبقلب
الرحمة تصرخ ترجوك
اسرع أبواب الرحمة مفتوحة أدخل
من كف الابن المجروحة