أما الآن فالأمر مختلف تماماً،
وإن استخدامنا لفظ الحصار القديم، إذ ليس للعراق الممتدة شرقاً و غرباً و شمالاً و
جنوباً، أسوار وليس لها بوابات و ليس حول حدودها الشاسعة جيوش متراصة كما في
القديم، ومع هذا فقد منع عنهم الكيل والدواء والسلاح والدراهم حيث توقف تصدير
البترول، وجاء المنع بقرارٍ من مجلس الأمن الظالم بالمقاطعة الاقتصادية و التجارية
و العسكرية، وبامتثال الدول الخاضعة لهذا المجلس لهذه القرارات.
بالإضافة إلى هذا كله، فقد ورد
في الحديث ذكر مصدر المنع وأصل الحصار، حيث قال جابر : (العجم يمنعون ذاك)، وهذا
ما حصل بكل دقة في ذلك الحصار الجائر الذي أصاب العراق.
فهو منع و ليس حصارا من ناحية،
ومصدره، وأساسه كل شعوب وأمم ودول الأرض ماعدا العرب، فهم إذن العجم.
ولم يحدث منذ بدء تاريخ الإسلام
ومنذ أن أسلم شعب العراق وأصبح جزءاً من الأمة الإسلامية أن حصل حصار عدا هذا
الحصار.
هذا عن الجزء الأول من الخبر..
أما الثاني.. فسيحدث كما ورد في الحديث: (يوشك أهل الشام ألا يُجبى إليهم دينار و
لا مُدي)، وكل الدلائل تشير إلى ذلك.
وسيتلوه ما ورد في الحديث من
الخلافة الصالحة، والخليفة الكريم.
وقد ذكر في الحديث مصدر حصار
الشام، فلما سألوا جابراً عن مصدر هذا المنع، قال: (من قبل الروم)، والمراد بالروم
في التراث الإسلامي هم أهل أوربا، ويدخل فيهم كل من هاجر منها كالأمريكيين والاستراليين
وغيرهم.