وحدث أبو الطفيل عن تصديق ذلك،
فقال: (لم يبق أحد ممن لقي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم غيري)[2]،
وقد مات أبو الطفيل على رأس المائة.
وفوق هذا، فقد أخبر a عن أعمار بعض الناس الذين عاصروه:
ومن ذلك ما حدث به عبد الله بن بسر حين ذكر أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وضع يده على رأسه وقال: (يعيش هذا الغلام قرنا)
فعاش مائة سنة، وكان في وجهه ثؤلول، فقال: (لا يموت حتى يذهب الثؤلول من وجهه)،
فلم يمت حتى ذهب[3].
ومن ذلك ما حدث به حبيب بن مسلمة الفهري أنه أتى إلى
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو بالمدينة ليراه، فأدركه أبوه، فقال: يا رسول
الله يدي ورجلي، فقال: (ارجع معه، فإنه يوشك أن يهلك)، فهلك في تلك السنة[4].
وفي رواية أخرى أن حبيب بن مسلمة
قدم على النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم المدينة غازيا، وأن أباه أدركه
بالمدينة، فقال مسلمة: يا رسول الله، إنه ليس لي ولد غيره، فيقوم في مالي، وضيعتي،
وعلى أهل بيتي وأن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم رده
معه، وقال: (لعلك أن يخلو لك وجهك في عامك، فارجع يا حبيب مع أبيك)، فرجع فمات
مسلمة في ذلك العام، وغزا حبيب فيه[5].