الأراضي التي كان الروم يحتلونها إلى
الجزيرة العربية هي أيضا أكثر أجزاء اليابسة انخفاضاً، حيث يصل منسوب سطح الأرض
فيها إلى حوالي أربعمائة متر تحت متوسط مستوى سطح البحر.
فقد ثبت علمياً بقياساتٍ عديدةٍ أن أكثر
أجزاء اليابسة انخفاضاً هو غور البحر الميت، ويقع البحر الميت في أكثر أجزاء
الغور انخفاضاً، حيث يصل مستوى منسوب سطحه إلى حوالي أربعمائة متر تحت مستوى سطح
البحر، ويصل منسوب قاعه في أعمق أجزة الثمانمائة متر تحت مستوى سطح البحر.
انتصار الإسلام:
عبد القادر: لو توقف الأمر عند هذه
النبوءة لاعتبرنا الأمر مجرد صدفة.. ولكن النبوءات تتوالى لتحيل هذا الاحتمال..
وقد ذكر لكم حضرة القس الفاضل الحسابات
المرتبطة بذلك.. ولن أعيدها هنا، فأنا مثله أقر بالمنطق الرياضي الذي يقر به.
سأذكر لكم الآن شيئا يعتبر في حد ذاته
نوعا خطيرا من الإعجاز يتمثل في نبوءة خطيرة من النبوءات القرآنية.
أنتم تعلمون أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم مكث سنوات طوالا من عمر دعوته ـ هو
وأصحابه الذين آمنوا معه ـ في اضطهاد وتعذيب، وتنفير للناس عنه، ومقاطعته هو
وعشيرته، ثم محاصرتـهم لعدة سنوات الحصار المعروف في السيرة بحصار الشعب، بل
ومحاولة قتله…
لقد ذكر القرآن الكريم كل تلك المعاناة
التي كان يعانيها النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وأصحابه، فالله تعالى يقول:﴿ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا
إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ
لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ
مُبِينٌ﴾ (يونس:2)، ويقول:﴿ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى
إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ
أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ