عشر سنين، كما هو المراد في لغة العرب
من كلمة: (بضع)
المؤرخ: لقد ذكر جين هذا، وقد أبدى حيرته
وإعجابه بهذه النبوءة ولكنه كي يقلل من أهميتها ربطها برسالة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى (كسرى).. لقد قال: (وعندما أتم
الإمبراطور الفارسي نصره علي الروم وصلته رسالة من مواطن خامل الذكر، من (مكة)
دعاه إلي الإيمان بمحمد، رسول الله، ولكنه رفض هذه الدعوة ومزق الرسالة وعندما بلغ
هذا الخبر رسول العرب، قال: سوف يمزق الله دولته تمزيقا وسوف يقضي علي قوته[1]
ويقول: (ومحمد الذي جلس في الشرق علي
حاشية الإمبراطورتين العظيمتين طار فرحا مما سمع عن تصارع الإمبراطوريتين
وقتالهما، وجرؤ في إبان الفتوحات الفارسية وبلوغها القمة أن يتنبأ بأن الغلبة تكون
لراية الروم بعد بضع سنين، وفي ذلك الوقت، حين ساق الرجل هذه النبوءة، لم تكن أية
نبوءة أبعد منها وقوعا لأن الأعوام الاثني عشر الأولى من حكومة هرقل كانت تشي
بنهاية الإمبراطورية الرومانية)
لكن مع ذلك، فإن جميع مؤرخي الإسلام
يعرفون معرفة تامة أن هذه النبوءة لا علاقة لها بالرسالة التي وجهها محمد إلى
(كسرى أبرويز)، لأن تلك الرسالة إنما أرسلت في العام السابع من الهجرة، بعد صلح
الحديبية، أي عام 628م، في حين أن آية النبوءة المذكورة نزلت بمكة عام616م، أي قبل
الهجرة بوقت طويل، فبين الحدثين فاصل يبلغ اثني عشر عاما.
عبد القادر: وفوق هذا، فقد ورد في
الآيات التي تحدثت عن هذه النبوءة نبوءة علمية أخرى لا تقل شأنا، وهي الإشارة إلى
أن أدنى بقعة في الأرض هو تلك المنطقة التي حصلت فيها تلك الحرب.
فقد أكدت الدراسات الحديثة أن منطقة حوض
البحر الميت، بالإضافة إلى كونها أقرب
[1] وهي نبوءة أخرى من
النبوءات الواردة عن طريق السنة.