المخالفين، والثبات الذي ثبته الله به، وأصناف الحماية التي
دعمه الله بها، والانتصارات التي نصره بها، والطاقات التي أعطاه الله إياها.
وهي تتوجه - أولا - لأصحاب العقل والحكمة من المسلمين وغير
المسلمين، ليضموا هذا النوع من الأدلة إلى غيره من الأدلة.. ليبنوا من خلال ذلك
مواقفهم من رسالة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم .
وهي تتوجه كذلك لأولئك الغافلين المقصرين الذين يحتقرون هذا
النوع من الأدلة، أو يستهينون بها، مع أن القرآن الكريم ذكره كثيرا، ودعا أصحاب
العقول إلى النظر فيه، والاهتمام به.
وهي تتوجه فوق ذلك لأولئك الحمقى والمغفلين من المسلمين
الذين لم تهضم عقولهم المقيدة بداء الجهل والكبر هذا النوع من الأدلة فراحوا
يردونها، ويردون الروايات الكثيرة المرتبطة بها.
وقد يستغرب البعض ذكري أنها موجهة للمسلمين.. فما حاجة
المسلمين لذلك، وهم يؤمنون برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أصلا.. والجواب على ذلك بسيط، وهو ما نص عليه قوله تعالى عن
إبراهيم عليه السلام: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: 260]، ففرق كبير بين من رأى
ومن سمع.
بالإضافة إلى أن هذا النوع من الأدلة يتعلق بناحية مهمة كانت
في حياة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ، ولا يصح لنا أن نهملها، لأن البعض يحرص دائما على أن يظهر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بصفة البشر العادي.. ولذلك يكتم أو
يتجاهل كل ما يناقض موقفه هذا.
وكسائر كتبي في هذا الجانب، فقد صغت الأدلة فيها على شكل
مناقشات ومناظرات وحوارات، وعلى قالب روائي مبسط ييسر التجاوب مع ما تريد هذه
الرواية تحقيقه.