جاء بعض المسلمين، وراح يقرأ
القرآن، فلم يزد حاله إلا سوءا.
أما الممرضون البسطاء الذين
كانوا في مستشفى يخلو من أكثر وسائل العلاج، فلم يجدوا ما يفعلوه، فتركوا للمحيطين
به التصرف وفق ما تعودوا عليه.
وهنا، وفي ذلك الموقف الأليم
الذي لم يجد الكل فيه أي حل، تدخل بولس المنقذ الذي جاء يمثل دور المسيح.
تقدم بولس من الرجل، وشهر أمام
وجهه صليبه الصغير، وقال: أيتها الشياطين، اخرجي باسم المسيح.
تحرك الرجل حركة عنيفة مثلها
أحسن تمثيل، فقال بولس: إني آمرك أيتها الشياطين أن تخرجي باسم الرب المسيح.
وهنا نطق الرجل بلسان غريب،
وقال: سمعا وطاعة لربي المسيح.. فلا أخرج إلا باسمه.
ما إن قال ذلك حتى تحرك حركة
عنيفة، ثم قام نشيطا، وكأنه نشط من عقال.
لقد أدى دوره بإتقان عظيم، ولولا
أني أعرفه، وأعرف الدور الذي كلف به، لانبهرت مثل الجميع بما حصل منه.
استغل بولس ذلك الانبهار، وتلك
الوجوه التي تنظر إليها، وكأنه المنقذ الذي نزل عليها من السماء، فراح يقول: لا
تنظروا إلي ـ أيها الإخوان الفضلاء ـ فلست سوى عبد حقير لربه المسيح..
إن هذه السلطة سلطة ممنوحة لكل
من أحب المسيح، وأخلص للمسيح.
أنتم مرضى، ولا شك أنكم تحتاجون
إلى طبيب.. أتعلمون من هو الطبيب الأعظم.
سكتوا منتظرين جوابه، فقال:
الطبيب الأعظم هو المسيح.. وليس هناك غير المسيح.