علي: تعني أن
يضع المؤمن لنفسه ميزانا صحيا يتناسب مع متطلبات جسده.. وهذا الميزان الشامل[1] هو ما نص عليه قوله تعالى:{ وَوَضَعَ الْمِيزَانَ}(الرحمن: 7)،
ثم نهى عن تجاوز هذا الميزان، فقال:{ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ}(الرحمن:8)
الطبيب:
فتجاوزه هو الإسراف المؤدي إلى كل العلل.
علي: أجل..
وبذلك لا تكون الشهوات هي المتحكمة في سلوكيات الحياة وأنماطها، وإنما ما تتطلبه
الصحة والعافية هو المتحكم في ذلك.
الطبيب: فما
التشريعات التي وضعها الشرع لتحقيق الحمية؟
علي: كثيرة
جدا لا يمكن لهذه الجلسة أن تفي بها، ولكني سأذكر لك بعضها شريطة أن تذكر لي موقف
العلم منها.
الطبيب: ذلك
علي.. ولكن اعلم أني صريح شديد الصراحة، فلذلك إن رأيت شيئا يخالف الحقيقة أخبرتك
به.
علي: ذلك ما
نريد.. فلا ينبغي لعاقل أن يبني حياته على خرافه.
الطبيب: فاذكر بعض ما يشمله هذا النوع من الوقاية.
[1]) وهذا
الميزان الذي نص عليه القرآن الكريم هو الذي توصلت إليه البشرية بعد تجاربها
الطويلة، متصورة أنه من مكتشفات هذا العصر، فهم يتحدثون عن بعدين اثنين للصحة،
هما بالحرف " الميزان الصحي " health balance و" الرصيد الصحي "health
potential"كما يطلق على السبل المتخذة
للحفاظ على اعتدال الميزان الصحي اسم " حفظ الصحة، health
protection ، وعلي السبل المتخذة
لزيادة الرصيد الصحي اسم " تعزيز الصحة " health
promotion. وفى إطار هذين البعدين، صاغت
منظمة الصحة العالمية قبل خمسين سنه فحسب، تعريفها للصحة على أنها " المعافاة
الكاملة، جسمياً ونفسياً واجتماعياً، لا مجرد انتفاء المرض أو العجز» نقلا عن
الدكتور محمد هيثم الخياط، فقه الصحة، محاضرة ألقاها في المؤتمر الرابع للطب
الإسلامي الذي عقد في كرا تشي سنة 1405 للهجرة [1984 للميلاد)، ونشرت في المجلد
الذي أصدرته المنظمة الإسلامية عن المؤتمر.وقد استفدنا منها كثيرا في هذا الباب.