التي ارتبطت به.. وكل ما ذكرته أباطيل ما لها في الإسلام من محل.. ولئن
صبرت علي، لتجولت بك وبأصحابك من العلماء في أقسام هذا المستشفى لترى بنفسك الهدي
الحقيقي للإسلام.. لا الهدي الذي أنشأه الجهلة ليزاحموا به هدي الإسلام.
فرح الجميع بهذه الإجابة، فقد كانت لهم من الشبهات ما كان لهذا الطبيب، وقد
كانوا جميعا يودون أن يروا حقيقتها.
الطبيب: نحن معك.. ولم نأت هنا إلا لنرى هذا المستشفى.. ونسمع إلى الطريقة
التي يعالج بها.
علي: فهيا بنا لنزوره قسما قسما.
العلاج الروحي
كان أول قسم بدا لنا من المستشفى أطلق عليه (العلاج الروحي)، ما إن رآه
صاحبنا الطبيب حتى قال: هذا هو القسم الذي يضرب فيه الجن، وتحيا فيه حفلات الزار.
علي: اصبر.. لا ينبغي لعالم أن يحكم على شيء قبل أن يراه.
الطبيب: ولكني رأيت هذا في وسائل الإعلام.
علي: لا ينبغي للعالم أن يأخذ مواقفه من وسائل الإعلام، فأنت تعلم أنها تزين
ما يحلو لها أن تزينه، وتشوه ما يحلو لها أن تشوهه.. هي لا تعرض الحقائق، وإنما
تعرض ما تريده من الحقائق.
إن هذا القسم هو أول قسم في هذا المستشفى.. وهو أول ما يدخل إليه المرضى من
الأقسام..
لقد سميتموه الطب النفسي، ونحن هنا نسميه الطب الروحي، وفيه نبدأ بملأ
المرضى بالمعاني الروحية التي قد تقضي على ما يملأ نفوسهم بالوهن والآلام التي
ينشرها الألم في