علي: ومن علم وظائف الأعضاء الذي يمكن استنباطه من القرآن الكريم حديثه عن
الرحم، وتهيئته للوظيفة الخطيرة التي أنيطت به، فقد قال تعالى:﴿ أَلَمْ
نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21)
إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ
(23)﴾(المرسلات)، ومثله قوله تعالى:﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً
فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} (المؤمنون:13)
ألكسيس: لقد صدق القرآن في هذا، وسبق، فهذه الآيات تشير إلى حقيقتين
علميتين ثابتتين ليس في علم الأجنة فقط، وإنما في علم التشريح والغريزة أيضاً [1].
أما الحقيقة الأولى، فهي وصف الآيات للرحم بالقرار المكين.
وأما الحقيقة الثانية، فهي إشارة إلى عمر الحمل الثابت تقريباً، أو ما أسماه
القرآن: القدر المعلوم، وكأني بالقرآن يدعوكم للبحث والتأمل لما تحتويان من
الأسرار المرتبطة بذلك القدر المعلوم.
الوجه:
علي: من الوظائف التي ذكرها القرآن الكريم للجلد هي كونه مرآة للنفسة[2]، فالله تعالى يقول:﴿ وَإِذَا
بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} (النحل:58)،
وقال تعالى:﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ
مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} (الزخرف:17)، وقال
تعالى:﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} (الملك:27)، وقال
تعالى:﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي
وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا
[1]انظر: مع الطب
في القرآن الكريم، الدكتور عبد الحميد دياب، والدكتور أحمد قرقوز، مؤسسة علوم
القرآن دمشق.
[2]الوجه مرآة
النفس، عبد الرزاق نوفل، موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.