الشديدة، ولذلك جاءت من وجهة النظر العلمية لفظة (والجلود) عُقيب (بطونهم)
علي: فهل هناك علاقة بين حروق الجلود وتلف الأحشاء، فقد قال تعالى في الأية
السابقة:﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ
كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ﴾(الحج:19)
ألكسيس: أجل.. فمع صب الحميم فوق الرؤوس وإغراقه لجلد الجسم العام، وإتلافه
للجلد، فإن هذا التلف الذي هو في شكل حروق مدمرة تؤدي إلى حدوث اضطرابات وظيفية
عنيفة في الجهاز الهضمي، يتبعها حدوث شلل للأمعاء وتمدد حاد لجدار المعدة، ثم ظهور
تقرحات عنيفة فيها وفي الإثني عشر، ثم حدوث ثقوب في القناة الهضمية ونزيف داخلي
كالذي يحدث عند ابتلاع مادة كاوية، وكذلك حدوث انتفاخ ضبابي للكبد نتيجة تراكم
المواد السامة المتخلفة عن احتراق الأنسجة، وكذلك نقص الأكسجين والدم الواصلين
إليه.
علي: فقد ذكر القرآن الكريم تأثير إحراق الجلود في التنفس، فقال
تعالى:﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ
وَشَهِيقٌ﴾(هود:106)
ألكسيس: هذا ما توصل إليه العلم الحديث، فلقد اكتشف العلماء تغيرات وظيفية
(فسيولوجية) تطرأ على الجهاز التنفسي نتيجة لحروق الجلد العنيفة، مما يؤدي إلى
اختلاف المعادلة الوظيفية التي تحكم نسبة التهوية التروية.
علي: وقد ذكر الله تعالى تأثير احتراق الجلد في القلب، فقال تعالى:﴿
كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)
نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)﴾(الهمزة)
ألكسيس: لقد اكتشف العلماء حدوث تغيرات كبيرة في الفؤاد (القلب) والجهاز
الدوراني بجسم المحروق، منها: هبوط انقباضية الفؤاد، هبوط في جانبه الأيسر، أو في
جانبه الأيمن، أو في كليهما معاً، كما تحدث تغيرات ضارة جداً في سوائل الدم وخلاياه.