ألكسيس: إن ما ذكره القرآن من هذه الحقائق عجيب.. فقد ظلت البشرية تائهة عن
الحقائق التي ترشد إليها هذه الآيات، فلم تهتد إليها إلا بعد توفير الوسائل
الكثيرة التي تعين مدارك الإنسان على الكشف عن الحقيقة [1].
لقد توهم الناس أن الجنين يخلق من دم الحيض، وساد هذا الوهم ـ الذي تخيله
أرسطو ـ على أفكار البشر طوال ألفي عام، يقول البروفيسور كيث ال. مور:(ويعد كثير
من علماء الأجنة ارسطوطاليس مؤسس علم الأجنة على الرغم من حقيقة كونه روج فكرة: أن
الجنين يتطور من كتلة عديمة الشكل تنتج عن اتحاد المني بدم الحيض)
وقد توهم الباحثون أن الإنسان يخلق خلقاً تاماً منذ بداية تكوينه؛ لأن جميع
ما يشاهده الناس لجميع الكائنات الحية من صور للنمو لا يكون إلا بزيادة حجم الكائن
الصغير.
وحتى بعد اكتشاف المجهر (الميكروسكوب)، بقي وهم الخلق التام للإنسان من
بداية تكوينه مسيطراً على أفكار علماء النهضة الأوروبية.
وأضافوا إلى هذا الوهم وهماً آخر هو: أن الإنسان يخلق من ماء الرجل فقط، ولا
دور للمرأة في الجنين إلا كدور الأرض.
وحتى بعد اكتشاف البييضة عند المرأة بقيت فكرة الخلق التام مسيطرة على
عقولهم؛ بالرغم من أن علماء النهضة الأوروبية غيروا رأيهم عن دور الرجل في
الإنجاب، فزعموا أن الإنسان يخلق خلقاً تاماً في البييضة في صورة قزم أيضاً، ثم
ينمو بزيادة الحجم فقط، دون أي تغيير في الصورة التي بدأت من بداية خلق البييضة،
وقرروا أن لا دور للرجل في تكوين الجنين
[1] انظر هذه
التفاصيل وغيرها في كتابي الشيخ عبد المجيد الزنداني (بينات علمية) و(علم الأجنة
في ضوء القرآن والسنة).. وغيرها من الكتب في هذا الباب.