علي: إن ما ذكرته لا يبرهن فقط على الروح .. بل يبرهن فوق ذلك على الحياة
الجميلة التي وعد الله تعالى بها هذه الروح في حال طمأنينتها إلى ربها، فقال
تعالى:﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى
رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي
جَنَّتِي (30)﴾(الفجر)
وهو برهان على الحياة القاسية التي توعد الله بها الروح
النافرة من ربها بعد أن تخلع عنها جلباب الجسد، فقال تعالى:﴿ وَلَوْ تَرَى
إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ
أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ
تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ
تَسْتَكْبِرُونَ ﴾(الأنعام:93)
مراحل الإنسان
نظرت في وجه ألكسيس، فإذا به يتغير تغيرا شديدا لما سمعه من تلك الآيات..
لقد أحسست بأن أنوار القرآن بدأت تتسرب إلى قلبه.. وأن الغشاوة التي كانت تطغى على
قلبه بدأت ترق شيئا فشيئا..
ولذلك راح يطلب من علي أن يعيد ما قرأه من القرآن الكريم عن مراحل الإنسان.