قال: أرأيت لو أنك وجدت كتابا في السوق يدعي أنه يشرح جهازا من الأجهزة
الخطيرة غالية الثمن، ثم رأيت في هذا الكتاب جهلا بمبادئ بسيطة يستدعي معرفتها ذلك
الجهاز.. هل كنت تثق فيه؟
قلت: لا.. بالطبع.. وإلا عرضت جهازي للعطب.
قال: فقد قرأت الكتاب المقدس قبل أن آتي إليك عشرات المرات.. وكنت كل مرة
أقرؤه فيها لأبحث عن الإنسان أجد نفسي بعيدا عن الإنسان.. وبعيدا عن الله.. وبعيدا
بعد ذلك عن الكتاب المقدس.
في ذلك اليوم، اتفقت مع حذيفة على أن نلتقي عليا في قمة جبل مشهور قريب من
تلك المدينة كان يطل على المدينة وضواحيها جميعا.. وكأنه شاشة لمن يريد أن يرقب
حركات الناس ويدرسها.
حقيقة الإنسان
عندما وصلنا إلى تلك القمة أحسست بشفافية عميقة.. فالجبل كان عاليا، والهواء
كان نقيا، والسماء كانت قريبة، وكأننا في برزخ بين السماء والأرض.
لست أدري كيف خطر على بالي أن أسأل صديقي ألكسيس عن حقيقة الإنسان على ضوء
المعارف التي تعلمها.
أطلق نفسا عميقا، ثم قال: هل أحدثك بلساني، أم بلسان ألكسيس؟